وقد ثبت
عن عائشة رضي الله عنها أنها كرهت الاختصار في الصلاة، وقالت: لا تشبّهوا باليهود،
هكذا رواه بهذا اللفظ سعيد بن منصور، حدثنـا أبو معاوية، حدثنـا الأعمش، عن مسلم،
عن مسروق، عن عائشة، وقد تقدم من رواية البخاري في المرفوعات. وروى سعيد: حدثنا
سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب، قال: دخلت مع ابن عمر
مسجدًا بالـجُحفة، فنظر إلى شرفات، فخرج إلى موضع فصلّى فيه، ثم قال لصاحب المسجد:
إني رأيت في مسجدك هذا - يعني: الشرفات - شبَّهتُها بأنصاب الجاهلية، فَمُر بها أن
تُـكَسَّر.وروى سعيد أيضًا عن ابن مسعود: أنَّه كان يكره الصلاة في الطاق، وقال:
إنه من الكنائس، فلا تشبّهوا بأهل الكتاب.وعن عبيد بن أبي الجعد، قال: كان أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: إنَّ من أشراط السّاعة أن تُتخذ المذابح في
المسجد، يعني: الطّاقات. *** قوله: «وقد ثبت عن
عائشة: أنها كرهت الاختصار في الصلاة...» وضع اليَد على الخاصرة، أي: على أسفل
الجنب، وهذا الفعل تعمله اليهود، أمّا السُّنَّة في الصلاة فهي أن يقبض المصلي
اليد اليسرى بالكف اليُمنى ويضعهما تحت صدره، ولا يضع يده على خاصرته؛ لأنَّ هذا
من التشبّه باليهود. قوله: «عن إسماعيل بن
عبد الرحمن بن ذؤيب قال: دخلت مع ابن عمر مسجدًا بالجحفة فنظر إلى شرفات...»
الجحفة: ميقات أهل الشام، وهي قرية خربة قريبة من رابغ، وقَّتها النبيُّ صلى الله
عليه وسلم لأهل الشام
الصفحة 1 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد