في لباسهم وهيئاتهم الخاصة بهم، فإن على
المسلمين أن يجتنبوه؛ لأنَّ المسلمين إذا لبسوا مثل لبسهم، فإن هذا يعدُّ من
التشبّه المنهي عنه. وكلام عمر هذا يعتبر قاعدة في مخالفة الكفار، وقد تقدم أنَّ
عمر رضي الله عنه وضع لأهل الذمّة زيًّا خاصًّا يميّزهم عن المسلمين.
قوله: «اتَّزِرُوا
وَارْتَدُوا...» البسوا الإزار والرداء؛ لأنَّ هذا من زِي المسلمين، وهو ما
يُسمى بالـحُلَّة، فالـحُلَّة تتكون من إزار ورداء، وكان هذا لباس المسلمين، وقد
لبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإحرام وفي غيره.
قوله: «وَانْتَعِلُوا»
هذا أمر إرشاد للمسلمين أن يلبسوا النِّعال، والانتعال فيه فوائد، حيث إنه يحفظ
القدمين من أن يصيبها أذى، ولا يترك الانتعال تعبّدًا، وإن كان يُستحب للمسلم أن
يمشي حافيًا أحيانًا، يعني: لا ينتعل دائمًا، وإنما يحفى أحيانًا إذا لم يكن هناك
ضرر في مشيه حافيًا، فإنَّ في ذلك فائدة صحيّة، وفيه تعويد على حياة التخشن، وترك
حياة التنعم.
قوله: «والبسوا
الْخِفَافَ» الـخُفّ هو ما يُلبس على الرِّجل ويسترها من الكعبين فأسفل، ويكون
من الِجلد في الأصل، وقد يكون من غيره، بخلاف النَّعل، فإنَّه لا يستر كل الرجل،
وإنما يقيها من الأسفل، ويكون له سُيور تثبته من الأعلى.
قوله: «وَالسَّرَاوِيلاَتِ»: جمع سراويل وهو معروف، فلبس السّراويل أحسن من لبس الإزار؛ لأنَّ في لبسه احتياطًا لستر العورة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد