ابتداءً من سورة ق إلى آخر القرآن، وسمي بالمفصَّل لكثرة الفواصل بين آياتِه، وقيل: الـمُفصَّل، أي: أنَّه لم يُنسخ منه شيء، والمفصَّل فيه: أطول، ووسط، وأقصر، فأطول سور المفصَّل من ق إلى سورة النبأ، وأواسطه من النبأ إلى الضُّحى، والأقصر من الضُّحى إلى آخر سورة الناس.فيقرأ في الفجر من طِوال المفصل، يعني: من ق إلى النبأ، وفي المغرب من قصاره، وفي البواقي من أوساطه. وفي أيامنا هذه -وللأسف - ما عاد الأئمة يقرأون من المفصل، لا في الفجـر ولا في غيرِه، بل يقرؤون مـن السور الطوال، وربما يخلّون بالقراءة ولا يحسنونها ولا يضبطونها، وهذا خلاف الأصل، نعم يجوز أن يقرأ من غير المفصّل، يعني: يقرأ من السُّور الطِّوال أحيانًا، أمَّا أنَّه يهجرُ المفصَّل ولا يقرأ منه أبدًا، فهذا خلاف السُّنّة وفيه مشقّة على النَّاس؛ لأنَّ المفصَّل آياته خفيفة لا مشقة على الناس في قراءتها، بخلاف بقيَّة السُّور الطَّويلة، فيجب على الأئمة أن يراعوا هذا الأمر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحيانًا يطيل القراءة في صلاة المغرب، ولقد قرأ صلى الله عليه وسلم في المغرب بالأعراف، وقرأ بالـمُرسَلات، وقرأ بالطُّور، لكن لم تكن هذه عادته المستمرة، وإنما في بعض الأحيان. وأما ما فعله عمر من أنه كان يُطيل القيام، والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه مِن بعده كانا يوجزان، فالجواب على ذلك كما قال الشيخ: أنَّ المأمومين كانوا يؤثرون ذلك، فإذا كان المأمومون لا يُمانعون في التطويل أو هم يطلبونَه، أو يستريحون له، فلا بأس أن يُطوّل الإمام؛ لأنَّ ذلك لا يشقّ عليهم، أما إذا كان المأمومون لا يؤثرون ذلك، فلا يحرجهم.
الصفحة 2 / 417