×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 وكل مكارم الأخلاق، وكذلك الدِّية حيث كانت مئة من الإبل فأقرها الإسلام، وكذلك ما كان في الجاهلية من بقايا دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام، مثل الحج، فالحج من دِين إبراهيم عليه الصلاة والسلام، لكنهم أدخلوا فيه أشياء ليست منه، فالرسول صلى الله عليه وسلم ألغى هذه الأشياء التي أدخلوها وليست من الحج، مثل قولهم: لبيك لا شريك لك إلاَّ شريكًا هو لك، فألغى الرسول صلى الله عليه وسلم قولهم: إلاَّ شريكًا هو لك، تملكه وما ملك. ومن الأمور التي ألغاها: أنهم يقفون في مزدلفة، ولا يخرجون إلى عرفة، ويقولون: نحن أهل الحرم، فلا نخرج إلى الـحِلّ، فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم جاوز مزدلفة وذهب إلى عرفة على مِلَّة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فخالف أهل الجاهلية.

وقوله: «لأنَّ أمر الجاهلية معناه المفهوم منه: ما كانوا عليه مما لم يُقرّه الإسلام...» فالمقصود: منع ما كان من أمور الجاهلية عمومًا، إلاَّ ما أقرَّه الإسلام، مثل الأمور التي ذكرنا.


الشرح