فإنَّ الخير كلَّه
- أصلَه وفصلَه - منحصر في العلم والإيمان، كما قال سبحانه: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ
ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ﴾ [المجادلة: 11]، قَال َ تَعَالَى: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَٱلۡإِيمَٰنَ﴾ [الروم: 56]
وضِدُّ الإيمانِ إمّا الكُفر الظاهرُ، أو النفاقُ الباطنُ، ونقيضُ العلم عَدَمُه،
فقال سبحانه عن الأعراب: إنهم أشدُّ كُفرًا من أهل المدينة، وأَحـرى منهم ألاَّ
يعلموا حدودَ الكتابِ والسُّنة
***
البادية لا تُذم مطلقًا، وأنَّ في كلا الموضعين
مَن هو من الأخيار ومَن هو من الأشرار كذلك.
فالمدح والذمُّ إنما هما للعلم والإيمان ونقيضهما، فنقيض العلم: الجهل، ونقيض الإيمان: الكفر، وهذا يعني: أنَّ المدح والذم إنما هما على الأوصاف والأفعال، لا على مجرد الأسماء. لهذا الغرض ذُمَّت البادية؛ لأنه يغلب على أهلها الجفاء، ويغلب على أهل الحاضرة العلم والإيمان، وهذا في الجملة، وإلاّ فقد يكون فردًا من البادية يتمتع بالعلم والتقوى، وقد يكون آخر من أهل الحاضرة فيه جفاء وغلظة وقلّة علم.
الصفحة 5 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد