العلم ولكان نقصًا فيهم. فالواجب على الأمّة أن تحافظ على لغة القرآن، فيكون الخطاب بها؛ لأنَّ هذا الدين جاء باللغة العربية الفصحى، فلذلك يجب الاحتفاظ باللغة العربية لا سيّما في الـخُطب والكتابات، فإنَّ الله اختارها لكتابهِ ولرسولهِ ولدينهِ، ولا يُذهب إلى اللغات الأخرى إلاَّ عند الضرورة وبقدرها أيضًا، وإلاّ فإنّ البقاء على اللغة الأعجمية مع القدرة على تعلم العربية نقص عظيم، ولا يحصل به فهم هذا الدين كما ينبغي؛ لأنَّ هذا الدِّين أنزل باللغة العربية، وليس باللغة الأعجمية: قَال َ تَعَالَى: ﴿وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ قُرۡءَانًا أَعۡجَمِيّٗا لَّقَالُواْ لَوۡلَا فُصِّلَتۡ ءَايَٰتُهُۥٓۖ ءَا۬عۡجَمِيّٞ وَعَرَبِيّٞۗ﴾ [فصلت: 44]. فالمقصود: أنَّ اللغة العربية التي هي سيِّدة اللغات، فيجب أن تسود وتنتشر في العالم، حتى يصل هذا الدين للناس جميعًا، أما أن يكون العكس، بحيث تجد من المسلمين من يستورد بعض الكلمات الأجنبية ويتحدث بها ويفتخر بها، كحديث بعض الناس بلغة العجم في المستشفيات والأماكن الرسمية، فهذا لا يجوز، كما لا يجوز أن يتكلم بالعاميّة في الخطب والدروس، لذلك ذكر العلماء أنَّ خطبة الجمعة تكون باللغة العربية مهما أمكن، ولا تكون بالأعجمية إلاَّ إذا كان الحاضرون أعاجم، أو أنها تُلقى بالعربية وتُترجم لهم بلغتهم، فالأصل في تبليغ هذا الدِّين أن يكون باللغة العربية.
الصفحة 2 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد