×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لاَ وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلاَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ» ([1]).

أصل هذا الـحديث في ((الصحيحـين))، وهـذا الإسناد على شرط ((الصحيحين))، وإسناده كلهم ثقات مشاهير، وهو متصل بلا عنعنة.

(((وبُوانة)) بضم الباء الموحدة: موضع قريب من مكة، وفيه يقول وضاح اليمن:

أيا نَخْلَـتَي وادِي بُوانة حَبَّذَا

إذا نام حُرَّاس النَّخيل جناكما

 وسيأتي وجه الدلالة منه.

وقال أبو داود في ((سننه)) ([2]): حدثنا الحسن بن علي، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عبد الله بن يزيد بن مِقْسم الثقفي - من أهل الطائف - حدثتني سارة بنت مِقْسَم، أنها سمعت ميمونة بنت كَرْدَم قالت: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي فِي حِجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَمِعْتُ النَّاسَ، يَقُولُونَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلْتُ أُبِدُّهُ بَصَرِي فَدَنَا إِلَيْهِ أَبِي وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ مَعَهُ دِرَّةٌ كَدِرَّةِ الْكُتَّابِ فَسَمِعْتُ الأَْعْرَابَ وَالنَّاسَ يَقُولُونَ، الطَّبْطَبِيَّةَ الطَّبْطَبِيَّةَ فَدَنَا إِلَيْهِ أَبِي فَأَخَذَ بِقَدَمِهِ، قَالَتْ: فَأَقَرَّ لَهُ وَوَقَفَ فَاسْتَمَعَ مِنْهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَذَرْتُ إِنْ وُلِدَ لِي وَلَدٌ ذَكَرٌ أَنْ أَنْحَرَ عَلَى رَأْسِ بُوَانَةَ فِي عَقَبَةٍ مِنَ الثَّنَايَا عِدَّةً مِنَ الْغَنَمِ، قَالَ: لاَ أَعْلَمُ إلاَّ أَنَّهَا قَالَتْ: خَمْسِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ بِهَا مِنَ هَذِه الأَوْثَانِ شَيْءٌ؟» قَالَ: لاَ، قَالَ: «فَأَوْفِ بِمَا نَذَرْتَ بِهِ لِلَّهِ» قَالَتْ: فَجَمَعَهَا فَجَعَلَ يَذْبَحُهَا، فَانْفَلَتَتْ مِنْهَا شَاةٌ، فَطَلَبَهَا وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَوْفِ بِنَذْرِي فَظَفرَ بِهَا فَذَبَحَهَا.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3313)، والنسائي رقم (3812)، وأحمد رقم (19863).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (3314)، وأحمد رقم (27064).