×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

لأنه كان مكانًا لعيدهم، وذلك خشيةَ التشبُّه بالكُفار، فكيف إذا كان عيدهم قائمًا، فهذا يعني أنَّ مشابهتهم فيه ومشاركتهم أَولى بالمنع.

قوله: «يوضح ذلك أنَّ العيد اسم لما يعود من الاجتماع...» العيد سمي عيدًا لتكرره بالعود، والعيد على قسمين: عيد زماني: يتكرَّر بتكرُّر السنين، مثل عيـد الفطر وعيـد الأضحى، أو تكرر الأسبوع كيوم الجمعة.

أو عيد مكاني: وهو المكان الذي يجتمع فيه الناس للعبادة، ومنه المساجد لإقامة الصلوات الخمس، فهذه أعياد مكانية، وكذلك مشاعر الحج - عرفة ومنًى ومزدلفة - فهي أعياد مكانية يجتمع فيها المسلمون لأداء مناسك الحج، فهذه أعياد مكانية، ومن ذلك أعياد المشركين التي يجتمعون فيها بمناسبات تسمَّى أعيادًا مكانيةً، ويدخل في هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا» ([1]) يعني: محلَّ اجتماع، يعني: لا تعتادوا الاجتماع عنده كما كانوا في الجاهلية يجتمعون على قبور المعظَّمين منهم يتبركون بها، فقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلاَ تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا» لأنَّ هذا وسيلة من وسائل الشرك، فَسدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الطُّرق المفضية إلى الشرك.

قوله: «ومنها: أعمال تتبع ذلك من العبادات والعادات...» يعني: أنَّ العيدين الزَّماني والمكاني لها أفعال تتبع العيـد، مثل إظهار الفرح والمرح والأكل والشرب.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وأحمد رقم (8804)، وأبو يعلى رقم (469).