والجواب: أنَّ الفرار بالدين
واجب، فإلى أين يفرّ؟ يفرّ إلى بلاد المسلمين إذا أمكن، فإذا لم يكن هناك بلاد
للمسلمين، أو كان بلاد للمسلمين لكن تغلّب عليها حكام على نمط الكفار، ينفذون
برامج الكفار، كحال كثير من الناس اليوم، فحينها يهاجر إلى أقل البلاد ضررًا، يعني
إذا وجد بلدًا كافرًا أقل ضررًا من البلد الذي هو فيه، فإنه يهاجر إليه، كما هاجر
المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى أرض الحبشة؛ لأنه ليس
للمسلمين دار هجرة في ذلك الوقت، فهم خرجوا لدفع أعظم الضررين بارتكاب أخفِّهما،
حيث ذهبوا إلى بلاد الحبشة وهم نصارى بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا ينطبق
على الأقليات الإسلامية في بلاد الغربة؛ لأن بلادهم لفظتهم، ولا يستطيعون أن
يقيموا فيها، فهؤلاء قد يكون لهم عذر، لكن لا يذوبون مع الكفار، بل يتمسكون
بدِينهم، ويظهرونه.
ويجب أن تكون إقامتهم محدودة إلى أن تزول الضرورة، ثم يرجعوا إلى بلادهم، ويجب عليهم أن يجتمعوا ويكوِّنوا لهم مركزًا إسلاميًّا يتولى شؤونهم يكون فيه من العلماء والدعاة من يقوم بحل خلافاتهم وإفتائهم في شئون دينهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد