فَأُوْلَٰٓئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعۡفُوَ عَنۡهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ
عَفُوًّا غَفُورٗا ٩٩ وَمَن يُهَاجِرۡ فِي
سَبِيلِ ٱللَّهِ يَجِدۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُرَٰغَمٗا كَثِيرٗا وَسَعَةٗۚ وَمَن يَخۡرُجۡ مِنۢ بَيۡتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ
وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ يُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۗ
وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا﴾ [النساء: 97- 100].
فالحاصل: أنَّ على المسلم أن
لا يستوطن في بلاد الكفر إلاَّ مضطرًا، وبقدر الضرورة، ومهما أمكنه الهجرة إلى
بلاد المسلمين فعل، فإنَّ هذا واجب عليه كواجب الجهاد؛ لأنَّ الله قرن الهجرة مع
الجهاد في كثير من الآيات، فرارًا بالدين، وفرارًا بالأهل والذرية من بلاد الكفار،
هذه مسألة.
والمسألة الثانية: أنه إذا نطق
بلغتهم، ورطن رطانتهم، فقد تشبه بهم، وترك الأفضل والأكمل، وهي لغة القرآن، وذهب
إلى الأقلّ والدُّون وهي لغة العجم.
والمسألة الثالثة: أنه إذا صنع
نيروزهم ومهرجانهم، بأن يشاركهم في أعيادهم، فقد حقَّ عليه الوعيد في أنه يحشر
معهم يوم القيامة، وسيفعل هذا مضطرًا إذا بقي في بلادهم، ولو تمنّع لوقع عليه أذىً
منهم؛ لأنهم يتغلّبون عليه، فيضطر أن يصنع نيروزهم ومهرجانهم، فيحشر مع الكفار،
وهذا وعيد شديد، فكما حشر نفسه معهم في الدنيا فإنه يُحْشَرُ معهم يوم القيامة.
وقد يرد سؤال هنا: بالنسبة للأقليات الإسلامية في بلاد الكفر، ماذا يفعلون؟ لا سيّما إذا منعوا من القيام بأمور دينهم، هل يجب عليهم أن يخرجوا من بين ظهرانيهم؟