×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

قوله: «مَنْ بَنَى بِبِلاَدِ الأَْعَاجِمِ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ...» المقصود: أنه من ساكـن المشركـين وهـو يقدر على الهجرة، وشاركهم في نيروزهم ومهرجانهم - يعني: في عيدهم - واستمر معهم حتى يموت، فإنه يحشر معهم يوم القيامة.

وفي هذا: وعيد شديد منفّر للمسلم من السكنى ببلاد الكفار وهو يقدر على الهجرة، فإذا لم يقدر فلا تجوز له مشاركتهم في أعيادهم، وسواء كان في بلادهم أو خارجها، فلا يجوز مشاركتهم في أعيادهم، فإنه من النقص في الدين، وفيه تشجيع للكفار، ولما في أعياد الكفار من المنكرات والكفريات والضلالات.

قوله: «أُتِيَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بِمِثْلِ النَّيْرُوزِ» يعني: أنَّ الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه استنكر الـهَدية التي أُهديت إليه بمناسبة النيروز، وهو عيد الفرس، وقال: إنَّ المسلمين كل يوم لهم فرح وسرور، ويتهادون في كل يوم ولا يختص التهادي بيوم عيد الكفار، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تَهَادُوا تَحَابُّوا» ([1]) لكن لا تُحدّد الهدية بوقت معين، وإذا جُعِلَتْ في مناسبة عيد الكفار، صار هذا تعظيمًا لعيدهم ومشاركة لهم في ذلك.


الشرح

([1])أخرجه: أبو يعلى رقم (6148)، والطبراني في «الأوسط» رقم (7240).