وصارت العربية
مهجورة عند كثير منهم، ولا ريب أنَّ هذا مكروه، إنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب
بالعربية، حتى يتلقنها الصغار في المكاتب وفي الدّور، فيظهر شعار الإسلام وأهله.
ويكون ذلك أسهل
على أهل الإسلام في فِقه معاني الكتاب والسُّنة وكلام السَّلف.
بخلاف من اعتاد
لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى، فإنه يَصعُب عليه.
واعلم أنَّ
اعتياد اللغة يؤثر في العقل والـخُلق والدِّين تأثيرًا قويًّا بيِّنًا.
ويؤثر
أيضًا في مشابهة صَدْر هذه الأمـة من الصَّحـابة والتّابعـين، ومشابهتهم تزيد في
العَقل والدِّين والخلق.
****
قوله: «وفي الجملة
فالكلمة بعد الكلمة من العجمية أمرها قريب...» أي: أنَّ النطق ببعض الكلمات
الأعجمية لا بـأس به، خصوصًا إذا كان المخاطب يحتاج إلى ذلك، كأن لا يفهم بعض
المفردات، فقال له بلغته من أجل تقريب ذلك لفهمه.
وقول الرسول: «يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا...» يدل على أنه لا بأس بذكر بعض الكلمات باللغة الأعجمية كما قال النبي لهذه الجارية، وإنما قال ذلك؛ لأنَّ الجارية نشأت بالحبشة، وهي تفهم هذه اللفظة.