×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

قوله: «أشكم بدرد» هذا مثل ما مضى من جواز التكلم ببعض الكلمات الأعجمية، ومعنى أشكم بدرد: وجع بالبطن بالفارسية، وربما يكون المخاطب فارسي، فأبو هريرة رضي الله عنه كلَّمه بلغته من أجل أن يفهم.

والممنوع: هو الاستعمال العام، ولا سيّما من المسؤولين وفي الدوائر العامة، والمؤسسات الرسميّة؛ لأن معنى ذلك ترك اللغة العربية، وإحلال اللغة الأجنبية محلها رسميًّا، وبالتالي تُنسى اللغة العربية، وتُستبدل لغة الشريعة بلغة غيرها، وهذا من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، وللأسف هذا حال كثير من الأمّة العربية. حيث أقصت لغتها وصارت لغة الأعاجم هي السائدة في المستشفيات والجامعات والدوائر الرسميّة، فصار العربي المسلم يشعر بغربة في وطنه ومسكنه ولغته.

قوله: «ولـهذا كـان المسلمون المتقـدمون لـما سكنوا أرض الشام ومصر...» إلخ، يعني: أنَّ المسلم هو الـذي يجعل غيره يتكلّم بلغته العربية لا أن يكون العكس؛ لأن في تعليم الأعاجم لغة العرب فرصة ليفهموا الإسلام، وليفهموا القرآن والسُّنَّة، أما إن حدث العكس فهذا هو الانتكاس والنقصان.

فلا يجوز التساهل باستعمال غير لغة العرب؛ لأن هذا يؤدي إلى أن تسود لغة غير اللغة العربية، ولا يحتجّ بأننا بحاجة إلى لغة الآخرين لأنَّ الوضع قد تغيّر، فالمصنوعات والأدوية باللغة الأجنبية، نقول: هذه ليست حجة؛ لأنه بالإمكان أن تترجم هذه المعلومات والمخترعات


الشرح