×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 والمسميات إلى اللغة العربية، وذلك بأن يُفرّغ ناس من المتخصصين لترجمتها، وقد جُرِّب هذا في بعض الدول العربية فلم يكن فيه صعوبة.

فالطريق الصحيح: هو أن نعتاد الخطاب بالعربية، وننشئ صغارنا عليها، لا أن نفرض اللغة الأجنبية على صغارنا وطلابنا فيألفوا الأجنبية وتُهْجَر العربية، ويصعب بعد ذلك النطق بها، وهي لغتنا ولغة كتابنا وديننا، فهذا هو الخسران المبين، ولا يقل بعض الناس: إنَّ هذا الأمر سهل، لفظة بدل لفظة، أو كتابة بدل كتابة، نقول: ليس الأمر هكذا؛ لأننا نخاف أن تُنسى اللغة العربية، ثم يستغلق علينا فهم الكتاب والسنَّة، ويأتي جيل من أبنائنا أعاجم لا يفهمون الكتاب والسنَّة، وهذا ما يريده أعداؤنا، يُريدون أن يصرفونا عن دِيننا وكتاب ربنا وسنَّة نبينا صلى الله عليه وسلم، ويغلقوا علينا فهم الكتاب والسنَّة.

لا حرج في الاطلاع على علوم الآخرين لأخذ المفيد منها وترك السيئ، ولكن مع ذلك نقول: يمكن أن تترجم هذه العلوم بأن تقوم جهات مختصة من المسلمين بترجمة هذه العلوم لمن أراد أن يستفيد منها، إذا كان هذا لا يترتب علىه ضرر، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنَّ المأمون العباسي - غفر الله له - أُغري بكتب الأعاجم والكتب الأجنبية، والحكمة والفلسفة، والعلوم اليونانية، فأنشأ دارًا سماها دار الحكمة لترجمة الكتب اليونانية، فلما ترجمت هذه الكتب دخلت الثقافة الـمُلْحِدة على المسلمين، فتغير الوضع تغيرًا كاملاً، ونشأت الأفكار الضالة المنحرفة، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته


الشرح