×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 صحيح، وكذلك كل من تشبه بالأمتين المغضوب عليها والضالة فإنه يكون منهم، ومن هذا التشبه بهم وأعيادهم.

قوله: «نعم، هؤلاء يُقرّون على دينهم المبتدع والمنسوخ...» أي: أنَّ المشركين ومن هم على دين باطل؛ لأنه إما محرّف، وإما منسوخ كما سبق، لكن مع ذلك يقرّون عليه بشرط أن يسرُّوه، إذا عاهدوا المسلمين، ودفعوا الجزية، فيعملون بدينهم فيما بينهم، ولا يظهرونه، وهذا شرط شرطه عمر رضي الله عنه عليهم، لماذا لا يظهرونه وهم يقرون عليه؟ لئلا يتشبه بهم الجهال من المسلمين، لا سيّما أنهم ينظرون إليهم أنَّ فيهم شيئًا من الرّقي والتقدم، أو يريدون أن ينالوا ودّهم فيتشبهون بهم.

أما المسلم فلا يجوز له أن يعمل بشرع منسوخ أو مغيّر؛ لأن الإقرار على العمل بالمنسوخ خاص بالكفار المعاهدين، ومن ذلك العيد، فإنه مغيّر ومنسوخ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فَإِنَّ اللَّهَ أَبْدَلَكُمْ» ([1]).

قوله: «وأما مشابهة الكفار فكمشابهة أهل البدع وأشد» أي: أنَّ مشابهة الكفار على القاعدة العامة لا تجوز تمامًا، وكـذا مشابهة أهل البدع، بل مشابهة أهل البدع أشد؛ لأنَّ أهل البدع قد يكونون من المسلمين، ولكنهم ابتدعوا هذه البدعة فلا يقرون عليها، وأمّا الكفار فليسوا مثل مبتدعة المسلمين؛ لأنهم يُقَرُّون على ما هم عليه بموجب العهد.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1134)، وأحمد رقم (13622)، والحاكم رقم (1091).