×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

قوله: «ما رأيته بدمشق وما حولها من أرض الشام...» هذا ما عاينه الشيخ رحمه الله في بلاد الشام، مع أنَّ بلاد الشام معروفة بالعلم وكثرة التَّمسك بالإسلام، فقد أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم، لكن مع هذا فإنَّ للنصارى فيها أعيادًا يقيمونها، منها الذي يسمونه الخميس، وهو في يوم خميس معيَّن من شهورهم، وهذا اليوم يدور ولا يستقر في وقت معيَّن، وإنما يدور بدوران السَّنة، فعلى المدى يتنقل هذا اليوم في غالب السنة، فتصبح هذه المدَّة كلها أعيادًا، عيدٌ في هذه السنة، وعيدٌ قبله، وبعده، وهكذا، حتى تصبح الأيام كلها أعيادًا للنصارى، ولما غفل المسلمون عن هذا الشيء صار عادة في بلاد الشام.

قوله: «فإنَّ الأنبياء ما وقَّتوا العبادات إلاَّ بالهلال» النصارى يؤقتون العبادات بسير الشمس؛ لأجل أن توافق رغباتهم، وهذا بدعة في الدين، فإنَّ الأنبياء عليهم السلام وقَّتوا العبادات بالأهلة التي قال جل وعلا فيها: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ [البقرة: 189]، فالعبادات مؤقتة بالأهلة لا بالشمس؛ لأن الله علم أنَّ هذا أضبط للناس، ولقد فعل هذا المشركون من قبل حيث استخدموا النسيء في الأشهر الحرم، فيؤخرون ويقدمون حسب رغباتهم، فدين الكفر واحد، سواء من مشركي العرب أو اليهود والنصارى، فجميع هؤلاء احتالوا على شرع الله تعالى وخالفوا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فالواجب أن لا نتشبه بهم في هذه الأمور، ونلتزم بشرع الله، ومن ذلك أن نلتزم بالعيدين الشَّرعيين العظيمـين: عيد الفطر وعيد الأضحى، ولا نزيد عليهما أعيادًا أخرى.


الشرح