قوله: «بل قد يزيد
عليه...» يعني: قد يتنامى هذا الشيء فيؤول إلى طمس الإسلام وسننه، حتى تُنْسَى
أعياد الإسلام في النهاية؛ لأن السنَّة لا تجتمع مع البدعة، فإذا اعتاد الناس
البدع رحلت السنَّة، وفي الحديث: «مَا أَحْدَثَ النَّاسُ بِدْعَةً إلاَّ رُفِعَ
مِثْلُهَا مِنَ السُّنَّةِ» ([1]) لأنَّ السنَّة
والبدعة لا يجتمعان.
قوله: «كما قد سوّله
الشيطان لكثير ممن يدّعي الإسلام...» يعني: أنَّ من تلبيس إبليس على
الخلق أن يزيّن لهم الباطل، فيقول لهم: إنَّ هذه الكسوة والهدايا نهديها في نهاية
عيدهم ونحن نعتقد بطلان عيدهم، لكن نرى أن المصلحة تقتضي التقارب معهم في هذه
الأمور اليسيرة، فهذا مدخل قبيح؛ لأنه سيفضي إلى مشاركتهم في أعيادهم، والاندماج
معهم، ولا سيّما إذا كان هذا رأيًا لبعض من يُنسبون للعلم، فيصير كأنه عيد
للمسلمين؛ لأنَّ الاعتياد يُحَوِّل الشيء الممنوع إلى جائز ومرغوب.
قوله: «بل البلاد المصاحبة للنصارى التي قل علم أهلها...» يعني: أنَّ التساهل في القليل يجر إلى الكثير، بدليل الواقع أنَّ المسلمين لما تساهلوا في أعياد الكفار على كثرتها، وكثرة ما يصنع فيها من المغريات، لا سيّما وهم مجاورون لهم، تسلَّل ذلك إلى قلوب بعض المسلمين، حتى أضحى عيد الكفار أبهى وأجمل في نفوسهم من عيد المسلمين.
([1])أخرجه: أحمد رقم (16970)، والمروزي في «السنة» رقم (97).