هذه أكاذيب وأباطيل، وإنما رفعه الله من بينهم
حيًّا وألقى شبهه على غيره فَقُتِل ذلك الغير كما قال تعالى: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ
وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا
قَتَلُوهُ يَقِينَۢا ١٥٧ بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ
عَزِيزًا حَكِيمٗا﴾.
قوله: «وقد عَلِم كل
ذي عقل أنه مصنوع مفتعل...» قال الإمام ابن القيم في كتاب ((هداية الحيارى»: أنَّ
من عبادتهم أنهم يعبدون الصَّليب الذي يزعمون أنه على صورة المسيح وهو مصلوب بعد
القتل، وهذا يتنافى مع العقل؛ لأن الواجب عليهم لو كان هذا صحيحًا أن يكسروا كل صليب
في الأرض؛ لأنه فضيحة وإهانة لنبيهم، لكن اليهود لبَّسوا عليهم، فصدقوهم في أنهم
قتلوا المسيح عليه السلام.
قوله: «ثم الأحد
الذي يلي هذا يسمونه: الأحد الحديث...» كل هذا من الأمور التي ما
شرعها الله عز وجل وهي مَبنيَّة على الكذب والافتراء في حق المسيح عليه الصلاة
والسلام.
قوله: «وكل هذه
الأيام عندهم أيام العيد...» هذه الأيام التي ذُكِرَت آنفًا هي أعياد لهم كما أنَّ
لنا أيام عيد، وهي يوم الأضحى وثلاثة أيام بعده هي أيام التشريق، وهي مشروعة
وصحيحة، تفعل فيها عبادات عظيمة، سواء كانت مكانية أو زمانية، وأما أعيادهم فكلها
باطلة ومبنية على الوهم والكذب.
وحتى لو قدّر أنها كانت مشروعة فإنها قد نُسخت، فإنَّ الإسلام نسخ ما قبله، فكان الواجب عليهم أن يُسلموا، وأن يلتزموا بأعياد الإسلام