×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 فالمقصود: أن ما يعملونه فيما بينهم أو في بلادهم البعيدة عنا فأمره سهل وشرّه عليهم، لكن المشكلة إذا كان عملهم يبلغ المسلمين ويرونه في هذه الفضائيات اليوم، التي صارت تُظهر هذه المنكرات والقبائح كأنها موجودة في بلاد المسلمين، حتى صار يراها ويسمعها كل فرد من أفراد المسلمين، فالخطر عظيم والخطب جسيم، فعلى المسلمين أن يبيِّنوا ما هم فيه من الباطل لئلا ينطلي على جهالهم، لا سيّما وأنَّ كثيرًا من ضعاف النفوس وضعاف الإيمان يعظمون اليهود والنصارى، ويعتبرون ما يفعلونه هو الكمال، وأن غيره النقص والدون.

والمصيبة أن يُمَكَّن أهل الكفر من إظهار كفرهم، وهم حريصون كل الحرص أن يجلبوا شرهم إلى بلاد المسلمين، فالواجب على ولاة الأمور أن يصدوا غزوهم لبلاد المسلمين، ولا يسمحوا لهم بإظهار شعائرهم من عبادات وأعياد ومنكرات؛ لأن هذا يغري السفهاء من المسلمين أن يتشبه بهم، حتى أنك تجد أنَّ من المسلمين من يتبادلون الزهور في عيد النصارى ويسمونه يوم الزهور.

والواجب على المسلمين في مسألة الفضائيـات، منع هذه الفضائيات التي تظهر شركهم ما أمكن إن كان هناك وسيلة تمنع هذا البث، وهذا واجب متعين على المسلمين وولاة أمورهم، فإذا لم يمكن فعل هذا الأمر، فعلى الأقل يُجعل فضائيات إسلامية للرّد على هذه التُّرَّهات والشبهات والأباطيل، حتى يعلم جهال المسلمين أنها باطلة فيحذروا منها.


الشرح