×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

ولهذا السبب فهم يتعلقون بها، فكان في المسلمين من يفعل ذلك تشبهًا بالنصارى، فيبني على القبور ويصلي ويدعو عندها تشبهًا بهم، ومنهم من يبخرها ويريق عليهـا أفخر الطيب والعطورات، ويبخرها بأطيب ما يكون من العود، وكل هذا منهي عنه؛ لأنه من الوسائل المفضية إلى الشرك، فالواجب التنبه لهذا الأمر الخطير، وما فعله مَنْ فعله ممن ينتسب إلى الإسلام إلاَّ لأنَّ النصارى فعلوه، فهم اقتدوا بهم في هذا الأمر.

قوله: «ويرفونه بنحاس يضربونه كأنه ناقوس صغير...» يعني: يُصحبون هذه الأعمال القبيحة بالطرب والصخب ورفع الأصوات، وكل هذا من المنكر والباطل.

ومن ذلك أنهم يُصَلِّبون، يعني: يضعون على أبواب بيوتهم الصَّليب تعظيمًا للصليب وتبركًا به في مناسبة العيد.

قوله: «ولست أعلم جميع ما يفعلونه...» لأنَّ المطلوب أن نعلم ما هم عليه من هذه الأفعال ولو بالجملة، خصوصًا ما يفعلونه في بلاد المسلمين، أو قريبًا منهـا مما يشاهـده المسلمـون، أما ما غاب عن المسلمين ولم يشاهدوه فشره قاصر عليهم، ولذلك أمر وألزم أهل الذمة الذين يعيشون في بلاد المسلمين أن لا يظهروا عِباداتهم، وإنما يفعلونها داخل مساكنهم وبيوتهم، لئلا يراها جهال المسلمين فيفعلون مثل فعلهم.


الشرح