وأصل ذلك كله:
إنما هو اختصاص أعياد الكفار بأمر جديد، أو مشابهتهم في بعض أمورهم.
يوضح ذلك: أنَّ
الأسبوع الذي يقع في آخر صومهم يعظمونه جدًّا بتسميته الخميس الكبير، وجمعته
الجمعة الكبيرة.
ويجتهدون في
التعبد فيه ما لا يجتهدون في غيره بمنزلة العشر الأواخر من رمضان في دين الله
ورسوله، والأحد الذي هو أول الأسبوع يصطنعون فيـه عيـدًا يسمونه الشعانـين، هكذا
نقل بعضهم عنهم: أنَّ الشعانين هو أول أحد في صومهم، يخرجون فيه بِوَرق الزيتون
ونحوه، يزعمون أنَّ ذلك مشابهة لما جرى للمسيح عليه السلام حين دخل إلى بيت المقدس
راكبًا أتانًا مع جحشها، فأمر بالمعروف ونهى عن المنكـر، فثار عليه غوغاء الناس،
وكـان اليهود قد وكَّلوا قومًا معهم عصي يضربونه بها، فأورقت تلك العصي، وسجد
أولئك الغوغاء للمسيح.
فعيد الشعانين
مشابهة لذلك الأمر، وهو الذي سمي في شروط عمر رضي الله عنه في كتب الفقه أن لا يظهروه
في ديار الإسلام.
ويسمون هذا العيد
وكل مخرج يخرجونه إلى الصحراء: باعوثًا، والباعوث: اسم جنس لما يظهر به الـدين،
كعيد الفطر والنحر عند المسلمين.
فما يحكونه عن المسيح عليه الصلاة والسلام من المعجزات هو في حيز الإمكان لا نكذبهم فيه، لإمكانه، ولا نصدقهم لجهلهم وفسقهم.
الصفحة 1 / 355