وأما موافقتهم في التعييد فإحياء دِين أحدثوه،
أو دِين نسخه الله.
****
قوله: «وأصل ذلك كله: إنما هو اختصاص أعياد
الكفار...» يعني: أنه لا يجوز لنا أن نعمل بمناسبة أعياد الكفار أعمالاً خاصة
بها؛ لأن في هذا تعظيمًا لها، ومشاركة لهم، فالواجب على المسلمين أن لا يحدثوا
أيام أعياد النصارى أي شيء، وأن تكون هذه الأيام كالأيام العادية.
قوله: «يوضح ذلك
أنَّ الأسبوع الـذي يقع في آخـر صومهم يعظمونه...» الأصل في الأيام التي يعظمونها
أنها ثلاثة أيام: الخميس: الذي هو يوم الصوم، ينوعون فيه المآكل مما يخرج من
بهيمة الأنعام، والدجاج وبيضه ويفطرون على ذلك بزعمهم، ويوم الجمعة: الذي
يسمونه يوم التَّصليب، يعتقـدون أنَّ المسيح عليه السلام قُتل وصُلِب فيه على
الخشبة، ويوم السبت: وهو يوم الدفن، حيث يزعمون أنَّ المسيح أُنزل من
الخشبة ودفن ميتًا في القبر.
وأما يوم الأحد فهو يوم القيامة، أي: قيامة المسيح عليه السلام من قبره ورفعه إلى السماء، وكل ذلك ردّه الله جل وعلا في قوله: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ﴾ [النساء: 157] ثم قال جل وعلا: ﴿وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِيحَ عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا ١٥٧ بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا﴾ [النساء: 157- 158]، فالله جل وعلا ردَّ على اليهود والنصارى الذين صدقوا