أن المسيح قتل وصلب، حيث إن الله بيّن أنه رفعه
إليه حيًّا وألقى شبهه على أحدهم فقتلوه وصلبوه، فالقتل والصلب وقع على الشخص الذي
أُلقي عليه شبه المسيح، إما أنه من أتباع المسيح من الحواريّين وقدَّم نفسه حبًّا
وفداء... للمسيح، فصبر على ذلك، وإما أنه الذي دَلَّ اليهود على المسيح، وهو أحد
تلاميذه فأخذوه وقتلوه وصلبوه، عقوبةً له من الله سبحانه وتعالى وأما المسيح عليه
السلام فهو في منجى من هذا كله.
قوله: «أنَّ
الشعانين هو أول أحد في صومهم يخرجون فيه بورق الزيتون...» كل هذا من
الـخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولكنهم ابتدعوهـا وعظَّموهـا، يزعمون
أنَّ هذا جرى للمسيح عليه السلام، وأنه أُهين من قِبل اليهود، وأنَّ هذه العصيّ
التي ضرب بها المسيح أورقت، فلذلك يأخذون معهم أوراق الزيتون لإحياء هذه الخرافة
بزعمهم، كل هذا من الأباطيل المضحكة، فإنَّ الـمرء إذا ترك الحق ابتُلي بالباطل.
وكان من شروط عمر أن
لا يُظْهِرُوا أعيادهم في بلاد المسلمين، وإنما يفعلونها داخل بيوتهم ومحلاتهم.
قوله: «ويسمّون هذا العيد وكل مـخرج يخرجونه إلى الصحراء باعوثًا...» يعني: يسمونه كذلك من الانبعاث أو البعث، ويخرجون فيه ويظهرون نسكهم وعباداتهم، فهذه أسماء أعيادهم التي ما أنزل الله بها عليهم من سلطان، ولا أستبعد أنَّ الخروج الذي عند جماعة التبليغ مأخوذ من ذلك أو مشابه له.
الصفحة 3 / 355