في أعيادهم من البدع والخرافات، قلَّدهم فيها
بعض المسلمين من باب حسن الظن بهم، وكان هذا فيما مضى، وما زال يزيد في وقتنا
الحاضر من تعظيم أعمال اليهود والنصارى، لا سيما في الجانب المادي، وأعظم من ذلك
أن يكون تقليدهم في الدين والعقيدة، فإنَّ المسلم منهي أن يتشبه بهم في جميع
أمورهم التي يزعمون أنها عبادة لله عز وجل وحتى في الأمور العادية الخاصة بهم أيضًا؛
لأنَّ المطلوب من المسلمين أن يتميزوا بشخصيَّتهم الإسلامية، وأن يتمسكوا بما شرعه
الله لهم من الخير والصلاح.
لكن مما يندى له
الجبين حياءً أنَّ مناسبات اليهود والنصارى يوجد من المسلمين من يُحييها، مثل ما
يحصل في عيد الحب، حيث إن بعض المسلمين يلبس اللباس الأحمر، ويشتري الورود الحمراء
ويرتديها في هذا العيد، والواجب على ولاة الأمور والعلماء أن يبيِّنوا للناس، وأن
يمنعوا من تسرب هذه الخرافات وهذه الأباطيل إلى المسلمين، وحتى لو فرضنا أنها كانت
مشروعة عندهم وهي من دِينهم، فإنَّ الله نسخ دِينهم وأبدله بالإسلام، فالواجب
علينا أن نتمسك بالإسلام، وأن نحارب المظاهر النصرانية وغيرها، وأن لا نشارك في
إحيائها وبثِّها في بلادنا وبين أُسرنا، وإن كانوا أهل ذمّة فإنهم يُقَرُّون
عليها، لكن دون أن يظهروها في بلاد المسلمين، بل يفعلونها في أماكنهم الخاصة بهم.
قوله: «وزادوا في بعض ذلك ونقصوا وقدموا وأخروا...» يعني: أنَّ الذين تشبهوا بالنصارى في إحياء أعيادهم واحتفالاتهم متفاوتون،