فمنهم من هو مكثر من مشاركتهم في أعيادهم، ومنهم
من هو مقل، ومنهم من يتصرف فيها ببعض التصرفات في تغيير بعضها أو تقديمه أو
تأخيره، وكل هذا باطل، فالواجب الامتناع منها نهائيًّا، وحسم مادَّتها عن
المسلمين.
قوله: «لكن لما
اختصت به هذه الأيام ونحوها من الأيام...» تخصيص هذه الأيام التي هي
من دِين الكافرين فيه مشابهة لهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ
بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1])، وإن في هذا الفعل
إحياء لدِينهم الـذي نسخه الله، أو أبطله إن كان محرفًا ومغيرًا، وهو تحول من
الدِّين الصحيح إلى الدِّين الباطل، وهذا ضلال يجب التنبه له.
قوله: «وليس لجاهل
أن يعتقد أن بهذا تحصل المخالفة لهم...» يعني: ليس لجاهل أن يظن أنه
إذا غيَّر شيئًا من صفة أعيادهم أنه يكون بذلك خالفهم، كأن يزيد أو ينقص في شيء
منها. نقول: لا يجوز هذا، لا يجوز مشاركتهم في أعيادهم، ولو قدمت، أو أخرت.
أما أن يستدل على
ذلك بأننا نخالف اليهود في صوم عاشوراء، فنزيد يومًا قبله أو يومًا بعده، فنقول:
هذا إنما نفعله بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم فهذه زيادة مشروعة؛ لأنَّ الرسول
أمر بها، لكن أنت من الـذي أمرك أن تتشبه باليهود والنصارى وتقدم وتؤخر بحجة
المخالفة لهم؟!
قوله: «لأنَّ ذلك فيما كان أصله مشروعًا لنا وهم يفعلونه...» يعني: أنَّ صوم يوم عاشوراء ليس خاصًّا باليهود، بل هو عام
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114)، وسعيد بن منصور رقم (2370).