×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 للمسلمين، وكان يُصام يوم عاشوراء في الإسلام، فلما هاجر النبي إلى المدينة وجد اليهود يصومونه ويشاركوننا فيه، ولسنا نحن الذين نشاركهم فيه، وإنما هم يشاركوننا فيه، حينها أمر بصومه وصوم يوم قبله من أجل مخالفتهم في ذلك، أما ما كان خاصًّا بهم، فلا يجوز لمسلم أن يشاركهم فيه بعد أن يغيّر فيه ويقول: ها أنا قد غيرت قياسًا على عاشوراء، هذا قياس مع الفارق فهو باطل.

قوله: «فأما ما لم يكن في ديننا بحال، بل هو من دينهم المبتدع...» هذه قاعدة: ما كان من دِينهم المغيَّر المبدل أو المنسوخ، فليس لنا أن نشابههم فيه؛ لأنَّ دِينهم انتهى ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ودِين اليهود كذلك انتهى بما فيه ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ [الأعراف: 158]، وقال قبلها في وصف محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ [الأعراف: 157]، فلا بدَّ لهم من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومَنْ لم يتبعه منهم فهو كافر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَسْمَعُ بِي يَهُودِيٌّ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ لاَ يُؤْمِنْ بِي، إلاَّ دَخَلَ النَّارِ» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (153).