بخلاف من صرف
نهمته وهمته إلى المشروع، فإنه تعظم محبته له، ومنفعته به، ويتم دينه ويكمل
إسلامه.
****
قوله: «الوجه الرابع: أنَّ الأعياد والمواسم
في الجملة لها منفعة...» أي: الوجه الرابع من وجوه الاعتبار في حرمة المشابهة
للكفار أن يقال: لا شكَّ أنَّ الأعياد لها بهاء، وأنَّ النفوس مجبولة على حبها؛
لما تجد فيها من التوسعة والرفاهية والراحة من الأعمال، فالنفوس تتطلع إلى الأعياد
والعطل؛ لأنها تسأم من العمل والتعب وتريد الراحة، وهذه الراحة تكون في المواسم
والأعياد السنوية التي هي عند كل أمة، فالله سبحانه وتعالى جعل لكل أمة منسكًا،
أي: عيدًا في عباداتهم، وقد قال سبحانه: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ
ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ﴾ فهذه الأعيـاد إنما جعلها الله في الشرائع لأمرين: أولاً: لإعطاء
النفوس شيئًا من الراحة والرفاهية، وتناول شيء من المباحات. والثاني، وهو
أجل وأعظم: تعظيم الله وذكره في هذه المناسبات والأعياد.
فالمسلم يجد هذا في
عيدي الفطر والأضحى، حيث يجمع بين الراحة والتوسعة فيه، مع ذكر الله وتعظيمه
وطاعته، فيجمع المسلم بين المصلحتين: بين الراحة وتناول المباحات، والعبادة
والطاعة، وكل أمة قد جعل الله لها عيدًا تظهر فيه نسكها، وتأكل فيه مما أحلَّ الله
لها، وهذا موجود عند اليهود والنصارى والمسلمين، إلاَّ أن ما عند اليهود
والنصارى دخله كثير من التحريف والتبديل، مع نسخ ذلك إلى ما في شريعة الإسلام، فليس هناك عيدان أو موسمان للأمة، إلاَّ عيد