الفطر وعيد الأضحى، ويوم الجمعة الذي هو عيد
الأسبوع.
قوله: «ثم إنَّ الله
شرع على لسان خاتم النبيين من الأعمال...» يعني: أنَّ من تمام كمال
هذا الدين ما جعل الله فيه من هذين العيدين عيدي الفطر والأضحى، فالفطر يأتي بعد
أداء ركن من أركان الإسلام وهو الصيام، والأضحى بعد أداء الركن الأول من أركان
الحج، وهو الوقوف بعرفة، فيكون بعد هاتين العبادتين العظيمتين ما يكون فيه الراحة
والأكل المباح، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَيَّامُ
التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» ([1])، وحرَّم الله صوم
يوم العيدين من أجل أن يتناول المسلم فيهما ما تشتهيه نفسه مما أحل الله، فرحًا
بهذا اليوم.
والحاصل: أنَّ من تمام هذا الدين أنَّ الله أنزل على رسوله وهو واقف بعرفة قوله سبحانه: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ﴾ فالشرع تكامل في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أعظم موقف عالمي وقفه النبي صلى الله عليه وسلم مع المسلمين في صعيد عرفة، ففي غد هذا اليوم كان عيد الأضحى وهو يوم العاشر، وقد سمّاه الله يوم الحج الأكبر؛ لأنه يوم يجتمع فيه فعل المناسك الأربعة: رمي الجمرة، والطواف بالبيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة، وحلق الرأس أو تقصيره، وذبح الهدي، فهو يوم الحج الأكبر، بخلاف الحج الأصغر وهو العمرة.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1141).