×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

ولقد جاء يهودي إلى عمر وقال له: إنَّ آية نزلت في كتابكم على نبيكم في يوم لو كان عندنا لاتخذناه عيدًا، فقال عمر رضي الله عنه: إني لأعلم الآية، وأعلم المكان الذي نزلت فيه، نزلت في عرفة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة، وهي قوله تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ، لهذا جعل الله اليوم الذي يلي هذا اليوم عيدًا للمسلمين، وهو عيد النحر المبارك.

قوله: «فإنه لا عيد في النوع أعظم من العيد الذي يجتمع فيه الزمان والمكان» يعني: يجتمع فيه عيد الزمان والمكان، فالزمان: يوم العاشر، وهو عيد النحر، والمكان هو الحرم ومنى.

قوله: «ولا عين من أعيان هذا النوع أعظم...» يعني: لا أفضل من الاجتماع الذي اجتمع فيه شرف الزمان والمكان، وشرف الاجتماع، فهو اجتماع المسلمين بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا أعظم مَجْمع في العالم الأول والأخير، ليس هناك مَجْمع أفضل من مَجْمع يوم عرفة مع النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله: «وقد نفى الله تعالى الكفر وأهله...» أي: أنَّ الله قد نصر الإسلام في هذا اليوم، ونفى الكفر وأهله، وما حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ وقد طَهُرَ الحرم من المشركين، ومن عادات الجاهلية، ولهذا أنزل الله قبل حجة النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ [التوبة: 28] وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه ليحجَّ في الناس في السنة التاسعة للهجرة، وأرسل معه علي بن


الشرح