أبي طالب رضي الله عنه ينادي بهذا الإعـلان: أن
لا يَـحُج بعد هـذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، فلما طهَّر الله البيت من
جرائم الشرك والجاهلية حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة للهجرة،
وقد نفى الله الشرك وأهله، وطهَّر البيت العتيق من الأصنام وأهلها، وخلَّصه لرسوله
صلى الله عليه وسلم والمسلمين، فأي يوم أعظم من هذا اليوم؟!
قوله: «والشرائع هي
غذاء القلوب وقوتها...» يعني: أنَّ الشرائع هي غذاء القلوب ولذّتها، فلذَّة الأبدان
بالشهوات، ولذّة القلوب بالعبادات، وتجتمع اللذتان في عيد الفطر وعيد الأضحى،
فالعبادات الصحيحة لذَّة القلوب، وأما الشهوات فهي لذَّة الأبدان، ولذَّة القلوب
مقدمة على لذَّة الأبدان، بل هي اللذَّة الحقيقية وهي اللذَّة الباقية، أما لذَّة
الأبدان فإنها تضمحل وتزول.
وقوله: «إنَّ كل
آدبٍ...» إلخ، هذا الأثر يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا عليه، ويروى
مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنى الآدِب: الذي يصنع الطعام للناس،
ويُعد المأدبة والمائدة للناس كرمًا منه، فكل آدب، يعني: كل كريم فإنه يصنع
الطعام، فمأدبة الله هي القرآن، فالله يحب من العباد أن يتلذَّذوا بهذا القرآن،
وأن يجعلوه غذاءً للقلوب والنفوس والأبدان، فإنَّ القرآن غذاؤها.
قوله: «ومن شأن
الجسد إذا كان جائعًا فأخذ من طعام...» هذه قاعدة عظيمة ذكرها
الشيخ: أنَّ الأخذ من دِين الكفار ومن البدع والمحدثات يقلل من التلذذ بالدِّين
الحق والعمل بالسنن؛ لأن من أخذ