رغبتهم فيه، بل ربما يكرهونه حينئذٍ، فيكونون
ممن كره ما أنزل الله فأحبط أعمالهم، وهذا فيه التنفير من الأغاني والمزامير وصوت
الشيطان، قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
حب القرآن وحب ألحان
الغنا*** في قلب عبد ليس يجتمعان
فالواجب على الإنسان أن يعلِّق
قلبه بالقرآن وسماعه والتلذذ به؛ لأنه لا يجتمع الغناء والقرآن في قلب المرء، فلا
تجد من هو مغرم بسماع القصائد والأغاني يكون في قلبه متسع لسماع القرآن، هذا
والشيخ إنما قصد القصائد الخالية من المجون، فكيف بالأغاني الماجنة التي انتشرت
اليوم؟ ولم يقصد الشيخ القصائد الصوفية التي يزعمون أنها ذكر لله عز وجل في حين
أنَّ فيها من المخالفات العقديّة ما فيها، بالإضافة إلى ما يصاحب ذلك من آلات
الطرب واللهو.
قوله: «ومن أكثر من السفر إلى زيارة المشاهد ونحوها، لا يبقى لحجّ البيت الحرام في قلبه...» لأجل هذا قال فيها صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالمَسْجِدِ الأَْقْصَى» ([1])؛ لأنَّ المساجد لها خاصيّة، ولا سيما المساجد الثلاثة حيث يضاعف فيها الأجر، فالصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة فيما سواه من المساجد، والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة فيما سواه من المساجد، والصلاة في المسجد الأقصى بخمس مئة صلاة فيما سواه من المساجد، فالذي يتعلق قلبه بالسفر إلى المساجد الثلاثة ينفر من السفر إلى
([1])أخرجه: البخاري رقم (1189)، ومسلم رقم (1397).