كما رأينا
المسلمين الذين أكثروا من معاشرة اليهود والنّصارى هم أقل إيمانًا من غيرهم ممّن
جرد الإسلام.
والمشاركة في
الهدي الظاهر توجب أيضًا مناسبة وائتلافًا، وإن بعدُ المكان والزمان.
فهذا أيضًا أمر
محسوس، فمشابهتهم في أعيادهم، ولو بالقليل: هو سبب لنوعٍ ما من اكتساب أخلاقهم
التي هي ملعونة.
****
وقوله: «كما رأينا
المسلمين الذين أكثروا من معاشرة اليهود والنّصارى هم أقل إيمانًا من غيرهم...».أي:
أنَّ المسلمين الذين عاشروا الكفار يكون إيمانهم أقل ممّن لم يعاشروا.
المقصود: أنَّ المشابهة في
الطريقة والسمت الظاهر توجب مناسبة وائتلافًا، وإن بعُد المكان والزمان، فمن تشبه
بالكفار السّالفين الذين هلكوا في الزمان الماضي، فإنه يكون فيه ميول لهم، وموافقة
لهم، وكذلك من تشبّه بالكفار الأحياء في البلاد البعيدة، وإن كان بعيدًا عنهم في
الوطن، فإنه يسري إليه شيء من أخلاقهم، فإذا كان هذا مع البعد في الزمان والمكان،
فإنه مع القرب والاختلاط بين المسلمين والكفار يكون أشد.
النتيجة لكلِّ ما سبق: أنَّ مشابهتهم في أعيادهم الكفرية التي أبدلنا الله بها أعيادًا إسلامية - ولو بالقليل منها - تَجُرُّ على المسلمين شرًّا لا تُحمد عقباه، وتجلب إلينا أخلاقًا وعادات مذمومة تعارض ديننا.