×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

فأخبر سبحانه أنه لا يوجد مؤمـن يوادّ كافرًا، فمن وادَّ الكفار فليس بمؤمن.

فالمشابهة الظاهرة مَظِنَّة المودّة فتكون محرمة، كما تقدم تقرير مثل ذلك.

****

 ورسوله صلى الله عليه وسلم، فكيف بهؤلاء المنافقين الذين يوادّون اليهود والنصارى وهم ليسوا من أقاربهم، فإذا كان الأقارب الكفار لا تجوز مودَّتهم، فكيف بالأباعد؟

الأصل في المؤمن أن لا يوادّ كافرًا، واليـوم هناك من ينادي بالتقارب بين المؤمنين والكفار وينادي بعدم الكراهية.

ونقول لهؤلاء: في الدين وأحكامه لا انسجام، نحن أعداؤهم وهم أعداؤنا، أما في أمور الدنيا والمباحات فنشاركهم فيها، قال الله جل وعلا: ﴿قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ [الأعراف: 32] فهذه الأمور إنما هي مخلوقة أصلاً للمؤمنين، وإن متّع الله بها الكفار في الدنيا تبعًا للموالين، فإنهم يُحرمون منها في الآخرة، فتعاملنا معهم في الأمور الدنيويّة والمصالح المتبادلة ليس من الموالاة.

كرَّر الشيخ رحمه الله هذه القاعدة عدة مرات، وهي أنَّ الـمُشابهة في الظاهر تدلّ على المودّة في الباطن، وقرّر ذلك بالأمثلة السابقة.


الشرح