قال تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى
ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم﴾ [المجادلة: 14]
يعني: اليهود، والذين تولّوهم هم المنافقون.
وقوله تعالى: ﴿مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا
مِنۡهُمۡ﴾ ﴿وَيَحۡلِفُونَ عَلَى
ٱلۡكَذِبِ﴾ هذا من أبرز صفات المنافقين أنهم يحلفون وهم كاذبون،
يقولون: والله إنا نحب المسلمين وإنا معهم، ويبايعون الرسول صلى الله عليه وسلم،
وفعلهم هذا يخالف ما في صدورهم، فهو كذب ومكر.
وفي آخر السورة قال:
﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا
يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ﴾ هذا ردّ على هؤلاء المنافقين، أنهم ليس في قلوبهم إيمان، فالله جل وعلا
أخبر خبرًا قاطعًا لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه لا يمكن أن يجد قومًا يؤمنون
بالله واليوم الآخر إيمانًا صحيحًا تكون معه محبة للكفار.
ثمَّ السؤال: لماذا ذكر الله
الإيمان باليوم الآخر مع الإيمان بالله في هذا الموضع؟
والجواب: لأنه وقت الجزاء
على الأعمال، فالذي يؤمن باليوم الآخر يتجنب المعاصي والسيئات والشرك والكفر،
وموالاة الكفار واليهود والنصارى؛ لأنه يُحْشَر معهم يوم القيامة، ومعنى يوادّون:
يتبادلون المحبة معهم، والمودة تكون في القلب، فالواجب على المؤمن أن يبغض الكافر
بقلبه.
قوله سبحانه: ﴿يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ﴾ أي: لا يوادّون المحادّين ولو كانوا من الأقربين؛ لأنهم بموادَّتهم لهم يكفرون ويعصون الله