×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

والمقصود: أنَّ هذا خطر عظيم وشرٌّ وبيل، ينبغي للمسلمين أن يتنبهوا له، فإنهم يقرؤون هذا القرآن، ولكن قلَّ منهم من يتنبه له، بل قد ينساق مع ما عليه بعض المضلِّلين الذين يدعون إلى التقارب مع الأديان الأخرى وأهلها، ويدعون إلى عدم النفرة منهم وعدم كراهيتهم، بل وُجد من يقول: إنها كلها أديان صحيحة، وكلها توصِل إلى الله، فخلط بين الحق والباطل، وسوّى بين الكفر والإيمان، واعتبر الكفر والشرك يوصل إلى الله، تعالى الله عن ذلك.

والحقيقة: أنَّ الذي يساوي بين الحقِّ والباطل والكفر والإيمان كافرٌ؛ لأنه جعل من يقول: إنَّ الله ثالث ثلاثة، وإنَّ عزيرًا ابن الله ومن قال: إنَّ الله فقير ونحن أغنياء، جعل هؤلاء جميعًا مثل من يُوحّد الله ويقول: إنَّ الله واحد لا شريك ولا ندَّ ولا مثيل له، ولا يعبد غيره، وهذا خلطٌ عجيب يودي بصاحبه إلى الكفر.

إنَّ الحامل على هذا القول لمن يقولونه: إنما هو المرض الذي في قلوبهم والخوف من أعدائهم، كما قال سبحانه: ﴿فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى [المائدة: 52]، المقصود: أنَّ المنافقين يوادّون الكفار كما قال سبحانه: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ [الحشر: 11] وحجتهم في ذلك قولهم: نخشى أن تصيبنا دائرة، فيسيئون الظن بالله، ويظنون أنَّ الكفار سينتصرون على المسلمين فيكون لهم يد


الشرح