×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 عندهم؛ لأنه ليس عندهم ثقة بنصر الله ووعده سبحانه وتعالى فيقولون: نخشى أن يظهر الكفار في يوم من الأيام فيكون لنا عندهم حينئذٍ يَدٌ، فنسلم من شرِّهم.

والله جل وعلا جعل الأمر خلاف ما ظنوا فقال: ﴿فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ يعني: النصر ﴿أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ يعني: هؤلاء المنافقين على ما أخفوا في أنفسهم من موالاة الكفار ﴿نَٰدِمِينَ إذا رأوا سُوء ما صاروا إليه، وأنَّ الكفار الذين علَّقوا عليهم آمالهم قد اندحروا وانكسروا، وهم قد انحازوا عن المسلمين معهم، فوقعوا في شرِّ أعمالهم، لم يبقوا مع المسلمين، ولم يتحقق ظنُّهم في موالاتهم للكافرين، فأصابهم الندم، قال سبحانه: ﴿فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ ﴿وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَهَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ [المائدة: 53] يعني: المنافقين بسبب موالاتهم للكفار، فدلَّ على أنَّ من يتولى الكفار واليهود والنصارى بالمحبة والنصرة والتأييد، والتسوية بين الإسلام واليهودية والنصرانية، أنه كافر لقوله تعالى: ﴿حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ والذي يُحبط الأعمال إنما هو الكفر، وإنما حصل لهم ذلك بهذه المقالة وهذه الخصلة الذميمة.


الشرح