النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به أن يكون له
أجران: أجر إيمانه بالأنبياء السابقين، وأجر إيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وهذه اللعنة لهم
متسببة من الكفر والعصيان، قال سبحانه: ﴿ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ﴾ أي: بسبب عصيانهم ﴿وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ﴾ يتعدّون الحلال والشرع إلى
الحرام والشرك والكفر، يتعدّون حدود الله سبحانه وتعالى.
ثم فسَّرَ هذا بقوله
تعالى: ﴿كَانُواْ
لَا يَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرٖ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ فالسبب هو تركهم الأمـر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكان أحدهم يلقى أخاه
على المعصية، ولا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وجليسه وشريبه، فلما رأى الله ذلك منهم
ضرب قلوب بعضهم ببعض، ولعنهم على ألسنة أنبيائهم، كما قال الله تعالى: ﴿عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ
وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۚ﴾ [المائدة: 78] فهم ملعونون لأسباب:
أولاً: أنهم لا يأمرون
بمعروف ولا ينهون عن منكر.
ثانيًا: أنهم يتولَّون
الكفار وهم يعلمون أنهم أعداء الله، وزادوا على ذلك شرًّا إلى شرٍ بِحُبِّهم أهل
المنكر والكفر والشرك بالله عز وجل.
وقوله تعالى: ﴿تَرَىٰ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ يَتَوَلَّوۡنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ لَبِئۡسَ مَا قَدَّمَتۡ لَهُمۡ أَنفُسُهُمۡ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَفِي ٱلۡعَذَابِ هُمۡ خَٰلِدُونَ ٨٠ وَلَوۡ كَانُواْ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلنَّبِيِّ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مَا ٱتَّخَذُوهُمۡ أَوۡلِيَآءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ﴾ [المائدة: 80- 81] أي: أنَّ الإيمان يقتضي أن لا يتخذوهم أولياء، فدلَّ على أنَّ اتخاذهم أولياء مخالف لمقتضى الإيمان، وهذا مِن أشدّ ما جاء به القرآن في التنفير من موالاة الكفار والمشركين، وبغض ما هم عليه من الكفر والشرك.