وإمّا عمل لم
يعلم الفاعل أنه مـن عملِهم، فهو نوعـان:
أحدهما: ما كان
في الأصل مأخوذًا عنهم، إما على الوجه الذي يفعلونه، وإما مع نوع تغير في الزمان
أو المكان أو الفعل ونحو ذلك، فهذا غالب ما يُبتلى به العامة.
مثل
ما يصنعون في الخميس الحقير والميلاد ونحوهما، فإنهم قد نشؤوا على اعتياد ذلك،
وتَلَقَّاه الأبناء عن الآباء، وأكثرهم لا يعلمون مبدأ ذلك.
****
الحديث عنه من التشبه بالكفار محرَّم، لكن
التحريم يتفاوت منه ما يبلغ درجة الكفر، مثل من تشبّه بهم في عبادة القبور
والأضرحة، ومنه ما هو محرّم وكبيرة، مثل أن يُحدث في الإسلام أعيادًا غير أعياد
المسلمين، أو قد يكون التشبه معصية، ولا يبلغ حدّ الكبيرة، وقد يكون مكروهًا، مثل
التّشبه بهم في عدم صبغ اللِّحى، والتشبه بهم في الصلاة بالنعال، والكراهة في هذه
الأحوال تزول عند الحاجة أحيانًا.
وهذا نوع آخر من
التشبه، وهو أن لا يعلم أنه من عاداتِهم ومن عباداتهم، فيفعله وهو لا يعلم أنَّ في
عمله تشبّهًا بالكفار، وهذا نوعان.
النوع الأول: التشبه بهم في أعيادهم في الخميس الحقير الذي يُسمونه الخميس الكبير، وما يظهرون فيـه من الخصائص، فبعض المسلمين بحكم الجهل أو بحكم سكناه معهم ومخالطته لهم لا يظن أنه محرَّم، فيندمج معهم ويفعل هذه الأشياء.