×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

ولـمّا أنشده الأعشى - أعشى باهلة - أبياته التي يقول فيها:

وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبَ

 جعل صلى الله عليه وسلم يرددها ويقول: «هُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبَ».

ولذلك امتنَّ الله على زكريا عليه السلام حيث قال: ﴿وَأَصۡلَحۡنَا لَهُۥ زَوۡجَهُۥٓۚ [الأنبياء: 90].

وقال بعض العلماء: ينبغي للرَّجل أن يجتهد في الرغبة إلى الله، في إصلاح زوجه له.

****

فالأعشى أنشد النبي صلى الله عليه وسلم قصيدة، وقال فيها:

وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبَ

 فأعجَب هذا البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعناه: أنَّ الرجل الذي ليس في عقله قوة، فإنهن يغلبنه وهن شرُّ غالبٍ، وهكذا كان فعلُ النبي صلى الله عليه وسلم عند مرضه حيث صمَّم على أن يصلي أبو بكر بالناس، وقد جاء في الحديث أنَّه لـمّا توفي الرسول صلى الله عليه وسلم واجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة يبحثون عن ولي للأمر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، أجمعوا وصمّموا على أبي بكر، وقالوا: أيرضاك رسول الله، صلى الله عليه وسلم لديننا ولا نرضاك لدنيانا؟

يعني: أنَّ الله امتنَّ على زكريا عليه الصلاة والسلام لـمّا دعا ربَّـه، وقـال: ﴿قَالَ رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ [آل عمران: 38] استجاب له، فالله سبحانه وتعالى استجاب له وبشّره بيحيى، وأصلح له زوجه للحمل حيث كانت عاقرًا.

فيجعلُ من جملة دعائه: ﴿رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا [الفرقان: 74] فيدعو بصلاح زوجه في دينها.

***


الشرح