والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه.
فكلٌّ يقف في المكان
الذي حدّده الله له من أجل أن تتكامل شؤون الحياة، وتقوم المصالح، وتتِمّ المنافع
في المجتمع المسلم، فالأصل أن يكون لكلٍ من الرجال والنساء شخصيتهم التي يتمايزون
فيها، حتى في المظهر، قال ابن عباس رضي الله عنهما: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ،
وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ» ([1]). فالـذي يسمع لهذه
الدّعاوى - أنَّ المرأة مظلومة - ويصدّقها فإنما يكون قد ضادَّ كتاب الله، فعليه
أن يتوب إلى الله، وأن يستعيذ بالله، وأن يؤمن أنَّ كلام الله حق، وأنَّ كلام
رسوله حقّ، سواء ظهر له ذلك أم لم يظهر، وإلاّ ما فائدة الإيمان إذا كان الإنسان
لا يؤمن إلاَّ بالشيء الذي يتصوره بعقله، فما فائدة الإيمان بالأمور المغيبة
والأمور الماضية والأمور المستقبلة؟ قال الله جل وعلا: ﴿بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا
يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَٱنظُرۡ
كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [يونس: 39].
فالواجب على المسلم أن يعتقد ما جاء في الكتاب والسنة، ويعتقد أنهما الحق، وأنَّ ما سواهما الباطل، سواء ظهر له أم لم يظهر، فإذا لم يظهر فيتَّهم عقله وإدراكه، ولا يتهم الكتاب والسنة بذلك، فإن دام على شكِّه واتِّهامه فإنَّ هذا هو النفاق بعينه نسأل الله العافية؛ لأن الله جل وعلا قال عن المنافقين: ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ﴾ [البقرة: 10] والمرض الذي في القلب إنما هو الشك بما أنزل الله عز وجل.
([1])أخرجه: البخاري رقم (5885).