×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعَيَّتِهَا» ([1])، فلها ولاية ولها رعاية، ولكن بقدر ما يليق بها وما تقدر عليه، وهي تنتج في مجال عملها أكثر مما ينتج الرجل من بعض الوجوه.

ودخولهنّ في الجيوش والالتحاق بها يُحدث ضعفًا في صفوف الجيش وصفوف المسلمين وصفوف الأمة، ولهذا لم يجنّد النبي صلى الله عليه وسلم النساء، إنما كنَّ يخرجن لأجل تَطبيب المرضى، ومداواة الجرحى، وسقي الماء فقط، ولا يدخلن المعركة مع الرجال.

وأشير هنا أنَّ من المسلمين من يظن أنَّ المرأة ظُلمت حيث لم تُعْطَ مثل الرجل ويجد ذلك في قلبه، وهناك من يقول ذلك بلسانه، وهذا إنما هو جهل بالإسلام، فالإسلام دين العدل والرحمة والإنصاف؛ لأنه تشريع من حكيم حميد، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، فالأصل في المؤمن أن يعتقد بأنَّ شرع الله هو الكامل في كل شيء، قال تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ [المائدة: 3] فإن لم تظهر له الحكمة فيما شرع الله فليتهم فهمه، وليتهم عقله ويعلم قصوره، ولا يتهم الإسلام بأنه ظلم المرأة، فالإسلام يضع الأمور في مواضعها، ويعطي كلًّا ما يليق به، فيعطي المرأة ما ينسجم مع طبيعتها وقدراتها، ويعطي الرجل ما يتناسب وطبيعته، ومعلوم من طبيعة المرأة أنها ضعيفة، في حين أنَّ الرجل فيه من القوّة والتحمل وعِراك الحياة ما ليس في المرأة،


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (893)، ومسلم رقم (1829).