يريد
أنَّ النساء من شأنهن مراجعة ذي اللُّب، كما في الحديث الآخر: «مَا رَأَيْتُ مِنْ
نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِلُبِّ ذِي اللُّبِّ مِنْ إِحْدَاكُنَّ» ([1]).
****
فالواجب على الرجال
أن لا يطيعوا النساء، ولهذا صمَّم الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يتولى الإمامة
أبو بكر، فكان الخير في ذلك. وكان في تقديم أبي بكر للصلاة إشارة إلى استخلافه من
بعده.
وقد تحقق على يد أبي
بكر الشيء العظيم لـمّا مات الرسول صلى الله عليه وسلم من تثبيت الإسلام، وقمع
المرتدين، وإخافة المشركين في وقت كاد الإسلام أن يتزحزح وقد طارت قلوب الرجال
بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن أبا بكر ثبَت ثبات الجبال لقوة إيمانه
ويقينه بالله، وصبر على المصيبة بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت مؤلمة
فإنها لم تؤثر في تصميمه وموقفه.
معنى الحديث: أنَّ النساء يغلبنَ
بمكرهِن وكيدهن عقول الرجال، فيؤثِّرن فيهم، فالواجب على الرجال ألاَّ يطيعوا
النساء فيما فيه ضرر، أو ما كان مآله إلى الضرر، ومن أفراد هذه القاعدة ألاَّ
يطيعوهن في مشابهة الكفار في أعيادهم، وما فيها من البهرج والسرور والضحك والأكل
واللهو واللعب، فإنَّ هذا مآله إلى الخسارة وإلى الضياع.
وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الأصل في المرأة أن لا تُولّى الشؤون العامة، كالإمامة العامة والقضاء وإمامة الصلاة وقيادة الجيش، والانخراط في صفوفه، ولكن تتولى عملاً لائقًا بها يتوافق مع طبيعتها، ولا يكون على حساب عفتها ودينها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ
([1])أخرجه: الحاكم رقم (8783).