ورُوي أيضًا:
«هَلَكَتِ الرِّجَالُ إِذَا أَطَاعَتِ النِّسَاءَ» ([1]).
وقد قال صلى الله
عليه وسلم لإحدى أمهات المؤمنين حين راجعته في تقديم أبي بكر رضي الله عنه:
«إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ» أخرجه البخاري ([2]).
****
فلا يجوز أن تتولى المرأة المناصب العامة
كالرئاسة والوزارة والإدارة العامة وغير ذلك؛ لضعفها عن القيام بالمهام الصعبة وحل
المشكلات الدولية التي تتطلب الاختلاط بالرجال والأسفار والتعرض للأخطار والحروب.
قوله: «هَلَكَتِ
الرِّجَالُ» يعني: سواء كانوا جماعة أو أفرادًا إذا تغلَّبت عليهم النساء، وصار الأمر
لهن، وهذا كله من باب التحذير من طاعة النساء والصبيان في موافقة أعياد الكفار وما
يصنع فيها، فإننا لو أطعنا النساء في ذلك لجرينا مجرى الكفّار، وتشبّهنا بهم
فهلكنا.
هذا لـمّا مرض صلى
الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه، وعجز عن الخروج إلى الصلاة بالناس فقال: «مُرُوا
أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» فعائشة رضي الله عنها قالت: «إِنَّ
أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ
مِنَ البُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ»، فقال صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَبَا
بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ثم كرَّر هذا، ثم كررت عليه، فقال: «إِنَّكُنَّ
لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ».
فالشاهد منه قوله: «إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ» يعني: اللاتي كِدْنَ ليوسف حتى وقع في السجن، فالمقصود: أنَّ هذه الخصلة لا تنفك عن النساء.
([1])أخرجه: أحمد رقم (20455)، والبزار رقم (3692)، والطبراني في «الأوسط» رقم(425).