فصل
أعياد الكفار كثيرة مختلفة، وليس على المسلم أن يَبحث
عنها ولا يعرفها، بل يكفيه أن يَعرف في أي فعل من الأفعال أو يوم أو مكان أنَّ سبب
هذا الفعل أو تعظيم هذا المكان والزمان من جهتهم، ولو لم يعرف أنَّ سببه من جهتهم،
فيكفيه أن يعلم أنه لا أصل له في دين الإسلام.
****
الأصل في المسلم أن يسير على هدًى وبصيرة، ويكون
عنده قاعدة ينطلق منها فما أُمر به فعَلَه، وما نُهي عنه اجتنبه، ومن جملة ما نَهى
الله عنه متابعة الكفار والتشبه بهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1])، وقال الله جل وعلا:
﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ
تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ﴾ [آل عمران: 105]
فنهانا عن التشبه بهم في التفرق والاختلاف، وأمرنا بالاجتماع والاعتصام بحبل الله
جميعًا.
من هنا يأخذ المسلم أنَّ كل ما هو من أعمال الكفار وخصائصهم فإنَّنا لا نشاركهم فيه لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»، أما إذا كان عنده علم بأعيادهم وأيامهم وتفاصيلها فهذا مما يزيده قوة في مخالفتهم، لكن إذا لم يعلم هذه التفاصيل، فيكفي أنَّ هذا من عَمل الكفار، وقد نُهِينَا عن التشبه بهم.
الصفحة 1 / 355