فإنه إذا لم يكن
له أصل، فإما أن يكون قد أحدَثه بعض الناس من تلقاء نفسه، أو يكون مأخوذًا عنهم،
فأقل أحواله أن يكون من البدع.
ونحن ننبِّهُ على
ما رأينا كثيرًا من الناس قد وقعوا به، فمن ذلك الخميس الحقير الذي في آخر صومهم،
فإنه يوم عيد المائدة فيما يزعمون، ويسمّونه عيد العشاء، وهو الأسبوع الذي يكون
فيه من الأحد إلى الأحد عيدهم الأكبر، فجميع ما يحدثه الإنسان فيه من المنكرات.
****
القول الفصل في ذلك: أنَّ ما لم يرد في
الكتاب والسنَّة من العبادات فهو مُحدَث، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ
عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وقال عليه الصلاة
والسلام: «إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ
بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2])، هذا أصل يمشي عليه
المسلم، فيكتفي بما شَرَعه الله وشَرَعه رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يلتفت إلى
ما أُحدث وزِيد في الدين، ومن ذلك الأعياد المحدثة، فالله شرع لنا عيدين: الفطر
والأضحى، فلا نزيد عليهما عيدًا ثالثًا، أو أعيادًا بحجة أنَّ الناس يفعلونه،
وبالتالي نحن لا نختلف عنهم.
من أعياد الكفار ما يسمونه بالخميس الكبير، الذي هو يوم المائدة كما يزعمون، ويتمدد هذا اليوم إلى أسبوع من الأحد إلى
([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).