×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

    فإنَّا قد قدمنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهاهم عن اليومين اللَّذين كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية.

وأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الذَّبح بالمكان إذا كان المشرِكون يعيِّدون فيه.

****

أعمالهم التي اعتادوها في غيره، ولا يزيدوا في هذه الأيام شيئًا، أو يخصِّصوها بأعمال أو مظاهِر أو أقوال أو خطب أو قصائد أو غير ذلك.

وذلك لما قدم المدينة عليه الصلاة والسلام كان لأهل المدينة يومان: أحدهما النيروز، والثاني المهرجان يلعبون فيهما، وهما من أعياد الفرس، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقرّهم على ذلك، بل نقلهم إلى عيدين شرعيَّين: عيد الفطر وعيد الأضحى، وجعلهما بديلَين عن أعياد الكفار. وهذان العيدان كل واحد منهما يأتي بعد أداء ركن من أركان الإسلام، فعيد الفطر بعد أداء صيام رمضان الذي هو ركن من أركان الإسلام، وعيد الأضحى بعد أداء مناسك الحج من وقوف بعرفة وما بعده من المناسك، والحج من أركان الإسلام.

يوضح ذلك قصة الرجل الذي نَذَر أن ينحر إبلاً ببوانة، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟» قَالوا: لاَ، قَالَ: «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ يُعْبَدُ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ؟» قَالوا: لاَ، قَالَ: «فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ» ([1]) فدلَّ على أنه لو سبق أنَّ فيه عيدًا من


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3313)، والطبراني في «الكبير» رقم (1341).