ثم إنَّ النصارى
تزعم أنه بعد الميلاد بأيام - أظنها أحد عشر يومًا - عَمَّدَ يحيى عيسى عليهما
السلام في ماء المعمودية، فهم يتعمدون في هذا الوقت ويسمونه عيد الغطاس.
وقد صار كثير من
جهّال النساء يُدخلن أولادهن إلى الحَمّام في هذا الوقت ويزعمن أنَّ هذا ينفع
الولد.
****
ويستدفئون بها، وليس القَصد من إيقادها
الاستدفاء، ولو كان القصد ذلك لكان مباحـًا، ولكن القصد منه تعظيم هذا اليوم،
وكذلك ما فيه من تناول الشَّهوات من المآكل والمشارب، وإنما خصوها بهذا اليوم
لمناسبة المولد، والنفوس أيضًا تميل إلى مشتهياتها، فلا يجوز للمسلمين أن
يقلِّدوهم في ذلك، وأن يُحدثوا أيامًا أو أسابيع أو ذكريات يفعلون فيها أفعالاً
مخصوصة بمناسبتها.
يعني: أنَّ من فِعْل
النصارى - وهو من بدعهم - التعميد، فإنهم يزعمون أنَّ يحيى بن زكريا عليهما السلام
عمَّد عيسى ابن مريم ابن خالته بعد أيام من ولادته، يعني: غَمَسه بالماء تبركًا،
وهم يفعلون هذا في الصغار بعد مولدهم، فيرسلونهم إلى القِسِّ فيغمسهم في الماء
لأجل البركة، ويسمى هذا اليـوم يوم الغطاس، فلا يجوز للمسلمين أن يقلِّدوهم في
ذلك.
أي: بسبب ذلك تسلَّل إلى المسلمين أنَّ بعض نساء المسلمين يُدخِلن أولادهن في هذا اليوم الحمام الذي هو محلّ الاستحمام بالماء الدافئ، ويزعُمنَ أنَّ في ذلك بركة، وأنه يوم له خاصية في التأثير على الولد، وما أسرع البِدَع التي تسري إلى المسلمين، فينبغي الحذر من هذه الأمور وعدم التساهل فيها.
الصفحة 1 / 355