×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

قوله: «أن يهدي إلى النصراني...» أي: لا يجوز للمسلم أن يُهدي النصارى في أعيادهم، كما لا يجوز له أن يَقبل هديتهم التي يعملونها للأعياد؛ لأن في هذا تشجيع لهم وإقرار لهم على باطلهم.

الواجب على المسلمين: أن لا يكونوا عونًا للمشركين في إقامة أعيادهم، سواء كان ذلك بيعهم لحمًا أو ثوبًا، أو إعارتهم دابّة لأنَّ هذا من الإعانة على الباطل، وإن كانوا قد أقروهم على ما هم عليه بأحكام أهل الذِّمة، فالواجب أن يكون فعلهم هذا بينهم وفي محيطهم فقط، ولا ينتشر في البلد.

الواجب على حكام المسلمين: أن يُميّزوا بين المسلمين واليهود والنصارى إذا كانوا ذِمّيين في بلاد المسلمين، يعني: لا يتركوهم يندمجون اندماجًا كليًّا مع المسلمين، بل لا بدَّ أن يكون هناك ما يمايز بين الجانبين، كما جاء في الشروط العمرية التي سبق ذكرها، لئلا يسري شيء من الباطل إلى الحق.

قوله: «وهو قول مالك وغيره، لم أعلمه اختُلف فيه». أي: أنَّ النقل مستمر عن مالك رحمه الله من كتب المالكية. أي: أنَّ أكل المسلم من ذبائح أعيادهم داخل في الذي اتفق على كراهته، كتشجيعهم على باطلهم، والتشبه بهم، وإقرارهم على ما هم عليه من الباطل.

ابن حبيب هذا من أصحاب مالك، ذكر هذا في مطلع كلام ابن حبيب أنه اجتُمع - يعني: أُجمع - على منع ما يستعينون به على باطلهم كالأكل والهدية والبيع والشراء وغير ذلك.


الشرح