×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

ونقل عنه مهنّا قال: سألتُ أحمد عن الرجل يَكري المجوسَ دارَه أو دكانه، وهو يعلم أنهم يزنون، فقال: كان ابن عون لا يرى أن يكري المسلمين، يقول: أرعبهم في أخذ الغَلّة، وكان يرى أن يكري غير المسلمين.

قال أبو بكر الخلاّل: كل من حكى عن أبي عبد الله في رجل يكري داره من ذمي، فإنما أجابه أبو عبد الله على فعل ابن عون، ولم ينفذ لأبي عبد الله فيه قول.

وقد حكى عنه إبراهيم أنه رآه معجَبًا بقول ابن عون، والذين رووا عن أبي عبد الله في المسلم يبيع دارَه من الذِّمي أنه كره ذلك كراهة شديدة، فلو نفذ لأبي عبد الله قولٌ في السُّكنى، لكان السكنى والبيع عندي واحدًا، والأمر في ظاهر قول أبي عبد الله أنه لا يباع منه؛ لأنه يكفر فيها وينصب الصُّلبان، وغير ذلك، والأمر عندي: أنه لا يباع منه ولا يكرى؛ لأنه معنى واحد.

قال: وقد أخبرني أحمد بن الحسين بن حسان قال: سئل أبو عبد الله عن حُصين بن عبد الرحمن فقال: روى عنه حفص لا أعرفه، قال أبو بكر: هذا من النُّسّاك، حدثني أبو سعيد الأشج: سمعتُ أبا خالد الأحمر يقول: حفصٌ هذا العدويّ نفسه باع دار حصين بن عبد الرحمن عابد أهل الكوفة من عون البصري، فقال له أحمد: حفص؟ قال: نعم. فعجب أحمد، يعني: من حفص ابن غِيَاث، قال الخلاّل: وهذا أيضًا تقويةٌ لمذهب أبي عبد الله.

قلت: عون هذا كأنه من أهل البدع، أو من الفُسّاق بالعمل، فقد أنكر أبو خالد الأحمر على حفص بن غِيَاث قاضي الكوفة أنه باع


الشرح