×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

ولا تزول الكراهة إلاَّ بضم غيره إليه، أو موافقته عادةً، فالمزيل للكراهة في الفرض مجرد كونه فرضًا، لا المقارنة بينه وبين غـيره، وأما في النفل فالمزيل للكراهة ضم غيره إليه، أو موافقته عادةً ونحو ذلك.

وقد يقال: الاستثناء أخرج بعض صور الرخصة، وأخرج الباقي بالدليل، ثم اختلف هؤلاء في تعليل الكراهة.

فعلَّلهـا ابن عقيل بأنه يوم تُمسِك فيـه اليهود، ويخصونه بالإمساك وهو تَرْك العمل فيه، والصّائم في مظِنّة ترك العمل، فيصير صومه تشبهًا بهم.

****

فمن يرى كراهية صوم يوم السبت، فإنه إذا أضيف إلى غيره زالت الكراهة عنده، أو كان له عادة في صيام أيامٍ، ثم دخل فيها يوم السبت، فإنه لا حرج في ذلك؛ لأنه لم يَقصِده بعينه.

القائلون بالكراهة اختلفوا في تعليلها على أقوال:

القول الأول: أنَّ فيه تشبهًا باليهود؛ لأن اليهودُ يعظِّمون هذا اليوم، فمن صامه عظَّمه وشابه اليهود في تعظيمه.


الشرح